تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٢
قال * ع *: ولا وجه عندي لشئ من هذا التخصيص إلا أن يستند شئ منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي يقتضيه اللفظ، ويلزم منه أن الفضل: هو هداية الله تعالى إلى دينه، والتوفيق إلى اتباع شرعه، والرحمة هي عفوه وسكنى جنته التي جعلها جزاء على التشرع بالإسلام والإيمان به، ومعنى / الآية: قل، يا محمد، لجميع الناس: بفضل الله ورحمته فليقع الفرح منكم، لا بأمور الدنيا وما يجمع من حطامها، فإن قيل: كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية، وقد ورد ذمه في قوله: (فرح فخور) [هود: 10] وفي قوله: (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) [القصص: 76].
قيل: إن الفرح إذا ورد مقيدا في خير، فليس بمذموم، وكذلك هو في هذه الآية، وإذا ورد مقيدا في شر، أو مطلقا لحقه ذم، إذ ليس من أفعال الآخرة، بل ينبغي أن يغلب على الإنسان حزنه على دينه، وخوفه لربه.
وقوله: (مما يجمعون): يريد: مال الدنيا وحطامها الفاني المردي في الآخرة.
وقوله سبحانه: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا...) الآية.
قال * ص *: (أرأيتم): مضمن معنى: أخبروني، و " ما " موصولة.
قال * ع *: هذه المخاطبة لكفار العرب الذين جعلوا البحائر والسوائب وغير ذلك، وقوله: (أنزل): لفظة فيها تجوز.
وقوله: (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة) آية وعيد - لما تحقق عليهم بتقسيم الآية التي قبلها، أنهم مفترون على الله - عظم في هذه الآية جرم الافتراء، أي: ظنهم في غاية الرداءة، بحسب سوء أفعالهم، ثم ثنى بذكر الفضل على الناس في الإمهال لهم مع الافتراء والعصيان، إذ الإمهال لهم داعية إلى التوبة والإنابة، ثم الآية تعم
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة