تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٦١
تفسير سورة التوبة وهي مدنية إلا آيتين قوله سبحانه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم...) [التوبة: 128] إلى آخرها، وتسمى " سورة التوبة "، قاله حذيفة وغيره، وتسمى " الفاضحة "، قاله ابن عباس، وقال: ما زال ينزل: ومنهم، ومنهم حتى ظن أنه لا يبقى أحد، وهي من آخر ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم. قال علي رضي الله عنه لابن عباس: (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان وبشارة، وبراءة نزلت بالسيف ونبذ العهود، فلذلك لم تبدأ بالأمان.
قوله عز وجل: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)، التقدير:
هذه الآيات براءة، ويصح أن يرتفع " براءة "، بالابتداء، والخبر في قوله: (إلى الذين).
و (براءة) معناه: تخلص وتبر من العهود التي بينكم، وبين الكفار البادئين بالنقض.
قال ابن العربي في " أحكامه ": تقول: برأت من الشئ أبرأ براءة، فأنا منه بريء، إذا أنزلته عن نفسك، وقطعت سبب ما بينك وبينه. انتهى.
ومعنى السياحة في الأرض: الذهاب فيها مسرحين آمنين، كالسيح من الماء، وهو الجاري المنبسط، قال الضحاك، وغيره من العلماء: كان من العرب من لا عهد بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم جملة، وكان منهم من بينه وبينهم عهد، وتحسس منهم نقض، وكان منهم من بينه وبينهم عهد ولم ينقضوا، فقوله: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) هو أجل ضربه الله
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة