تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٥٧
أن تقتل الأسرى، وقوله سبحانه: (فكلوا مما غنمتم...) الآية: نص على إباحة المال الذي أخذ من الأسرى، وإلحاق له بالغنيمة التي كان تقدم تحليها.
وقوله سبحانه: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم)، روي أن الأسرى ببدر أعلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لهم ميلا إلى الإسلام، وأنهم إن رجعوا إلى قومهم، سعوا في جلبهم إلى الإسلام، قال ابن عباس: الأسرى في هذه الآية: عباس وأصحابه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: آمنا بما جئت به، ونشهد إنك لرسول الله، ولننصحن لك على قومنا، فنزلت هذه الآية، ومعنى الكلام: إن كان هذا عن جد منكم، وعلم الله من أنفسكم الخير والإسلام، فإنه سيجبر عليكم أفضل مما أعطيتم فدية، ويغفر لكم جميع ما اجترمتموه، وروي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: في وفي أصحابي نزلت هذه الآية، وقال حين أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال البحرين ما قدر أن يقول: هذا خير مما أخذ مني، وأنا بعد أرجو أن يغفر الله لي، وروي عنه، أنه قال: ما أود أن هذه الآية لم تنزل، ولي الدنيا بأجمعها، وذلك أن الله تعالى قد أتاني خيرا مما أخذ مني، وأنا أرجو أن يغفر لي، وقوله:
(فقد خانوا الله من قبل) أي: بالكفر، (فأمكن منهم) أي: بأن جعلهم أسرى، (والله عليم) فيما يبطنونه، (حكيم) فيما يجازيهم به.
وقوله سبحانه: (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة