تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
استقامة الأعمال، بامتثال الأمر واجتناب المنهي عنه، وإذا كان مجازا، قصرت الجوارح في الأعمال، إذ لم تبلغ قوته إليها. انتهى.
(والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم): قوله: " من بعد "، يريد به من بعد الحديبية، وذلك أن الهجرة من بعد ذلك كانت أقل رتبة من الهجرة قبل ذلك، وكان يقال لها الهجرة الثانية، (وجاهدوا معكم): لفظ يقتضي / أنهم تبع لا صدر.
وقوله سبحانه: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، قال من تقدم ذكره: هذه في المواريث، وهي ناسخة للحكم المتقدم ذكره.
وقالت فرقة، منها مالك: إن الآية ليست في المواريث، وهذا فرار من توريث الخال والعمة ونحو ذلك.
وقالت فرقة: هي في المواريث، إلا أنها نسخت بآية المواريث المبينة، وقوله: (في كتاب الله): معناه: القرآن، أي: ذلك مثبت في كتاب الله.
وقيل: في اللوح المحفوظ.
كمل تفسير السورة، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة