تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٧١
وقوله سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان "، ظاهر هذه المخاطبة: أنها لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة، وروت فرقة أنها نزلت في الحض على الهجرة، ورفض بلاد الكفر.
وقوله سبحانه: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم...) الآية: هذه الآية تقوي مذهب من رأى أن هذه الآية والتي قبلها إنما مقصودهما الحض على الهجرة، وفي ضمن قوله: (فتربصوا): وعيد بين.
وقوله: (بأمره)، قال الحسن: الإشارة إلى عذاب أو عقوبة من الله تعالى.
وقال مجاهد: الإشارة إلى فتح مكة، وذكر الأبناء في هذه الآية دون التي قبلها، لما جلبت ذكرهم المحبة، والأبناء: صدر في المحبة وليسوا كذلك، في أن تتبع آراؤهم، كما في الآية المتقدمة، واقترفتموها: معناه: اكتسبتموها، ومساكن: جمع مسكن - بفتح الكاف:، مفعل من السكنى، وما كان من هذا معتل الفاء، فإنما يأتي على مفعل (بكسر العين)، كموعد وموطن.
وقوله سبحانه: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين)، هذه مخاطبة لجميع المؤمنين يعدد الله تعالى نعمه عليهم، والمواطن المشار إليها بدر والخندق والنضير وقريظة وخيبر وغيرها، وحنين واد بين مكة والطائف.
وقوله: (إذ أعجبتكم كثرتكم)، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين رأى جملته اثني عشر
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة