تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
إما لمشركي العرب، إذ قالوا: الملائكة بنات الله، قاله الضحاك، وإما لأمم سالفة قبلها، وإما للصدر الأول من كفرة اليهود والنصارى، ويكون (يضاهئون) لمعاصري النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان الضمير في (يضاهئون) للنصارى فقط، كانت الإشارة ب‍ (الذين كفروا من قبل) إلى اليهود، وعلى هذا فسر الطبري، وحكاه غيره عن قتادة.
وقوله: (قاتلهم الله): دعاء عليهم عام لأنواع الشر، وعن ابن عباس، أن المعنى:
لعنهم الله. قال الداوودي: وعن ابن عباس قاتلهم الله: لعنهم الله، وكل شئ في القرآن: قتل، فهو لعن. انتهى. و (أنى يؤفكون)، أي: يصرفون عن الخير.
وقوله سبحانه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم...) الآية: هذه الآية يفسرها ما حكاه الطبري، أن عدي بن حاتم قال: " جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عنقي صليب ذهب، فقال: يا عدي / اطرح هذا الصليب من عنقك، فسمعته يقرأ: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، فقلت: يا رسول الله، وكيف ذلك، ونحن لم نعبدهم؟ فقال: أليس تستحلون ما أحلوا وتحرمون ما حرموا؟ قلت: نعم، قال: فذلك ".
ومعنى: (سبحانه) تنزيها له، و (نور الله)، في هذه الآية: هداه الصادر عن القرآن والشرع.
وقوله: (بأفواههم)، عبارة عن قلة حيلتهم وضعفها.
وقوله: (بالهدى): يعم القرآن وجميع الشرع.
وقوله: (ليظهره على الدين كله)، وقد فعل ذلك سبحانه، فالضمير في (ليظهره):
عائد على الدين، وقيل: على الرسول، وهذا وإن كان صحيحا، فالتأويل الأول أبرع منه، وأليق بنظام الآية.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة