تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١١٢
سورة الأنفال مدينة كلها قال مجاهد: إلا آية واحدة، وهي قوله: (وإذا يمكر بك الذين كفروا...) الآية:
ولا خلاف أن هذه السورة نزلت في شأن بدر، وأمر غنائمه.
قوله عز وجل: (يسئلونك عن الأنفال...) الآية، النفل والنافلة، في كلام العرب:
الزيادة على الواجب، والأكثر في هذه الآية أن السؤال إنما هو عن حكم الأنفال، وقالت فرقة: إنما سألوه الأنفال نفسها، محتجين بقراءة سعد بن أبي وقاص وغيره: " يسئلونك الأنفال " وعن أبي أمامة الباهلي، قال: سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال، فقال: فينا - أهل بدر - نزلت، حين اختلفنا، وساءت أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وقسمه عليه السلام - بين المسلمين على بواء - يريد: على سواء - فكان في ذلك تقوى الله وطاعة رسوله، وصلاح ذات البين.
قال * ع *: ويجيء من مجموع الآثار المذكورة هنا، أن نفوس أهل بدر تنافرت، ووقع فيها ما يقع في نفوس البشر، من إرادة الأثرة، لا سيما من أبلى، فأنزل الله عز وجل الآية، فرضي المسلمون، وسلموا، فأصلح ذات بينهم، ورد عليهم غنائمهم.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة