تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٠١
الاستثناء منقطع، وأخبر أنه لو كان يعلم الغيب، لعمل بحسب ما يأتي، واستعد لكل شئ استعداد من يعلم قدر ما يستعد له، وهذا لفظ عام في كل شئ.
وقوله: (وما مسني السوء) يحتمل وجهين، وبكليهما قيل.
أحدهما: أن " ما " معطوفة على قوله: (لاستكثرت) أي: ولما مسني السوء.
والثاني: أن يكون الكلام مقطوعا تم في قوله: (لاستكثرت من الخير) وابتدأ يخبر بنفي السوء عنه، وهو الجنون الذي رموه به.
قال مؤرج السدوسي: (السوء) الجنون، بلغة هذيل.
* ت *: وأما على التأويل الأول، فلا يريد ب‍ " السوء " الجنون، ويترجح الثاني بنحو قوله سبحانه: (ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم...) [سبأ: 46] الآية، و (لقوم يؤمنون): يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يريد: لقوم يطلب منهم الإيمان، وهؤلاء الناس أجمع.
والثاني: أن يخبر أنه نذير، ويتم الكلام، ثم يبتدئ يخبر أنه بشير للمؤمنين به، ففي هذا وعد لمن حصل إيمانه.
وقوله: جلت عظمته: (وهو الذي خلقكم من نفس واحدة...) الآية.
قال جمهور المفسرين: المراد بالنفس الواحدة: آدم عليه السلام، وبقوله: (وجعل منها زوجها) حواء، وقوله: (منها) هو ما تقدم ذكره من أن آدم نام، فاستخرجت قصرى أضلاعه، وخلقت منها حواء.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة