تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
وقوله: (ليسكن إليها)، أي: ليأنس، ويطمئن، وكان هذا كله في الجنة.
ثم ابتدأ بحالة أخرى، وهي في الدنيا بعد هبوطهما، فقال: (فلما تغشاها)، أي:
غشيها، وهي كناية عن الجماع، والحمل الخفيف: هو المني الذي تحمله المرأة في رحمها.
وقوله: (فمرت به) أي: استمرت به، وقرأ ابن عباس: " فاستمرت به "، وقرأ ابن مسعود: " فاستمرت بحملها " وقرأ عبد الله بن عمرو بن العاص: " فمارت به "، أي جاءت به، وذهبت، وتصرفت، كما تقول: مارت الريح مورا، و (أثقلت): دخلت في الثقل، كما تقول: أصبح وأمسى، والضمير في قوله (دعوا)، على هذا التأويل: عائد على آدم وحواء، وروي في قصص ذلك /، أن الشيطان أشار على حواء، أن تسمي هذا المولود " عبد الحارث "، وهو اسم إبليس، وقال لها: إن لم تفعلي قتلته، فزعموا أنهما أطاعاه، حرصا على حياة المولود، فهذا هو الشرك الذي جعلا لله، في التسمية فقط.
وقال الطبري والسدي في قوله: (فتعالى الله عما يشركون) كلام منفصل من خبر آدم وحواء، يراد به مشركو العرب.
* ت *: وينزه آدم وحواء عن طاعتهما لإبليس، ولم أقف بعد على صحة ما روي في هذه القصص، ولو صح، لوجب تأويله، نعم، روى الترمذي عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما حملت حواء، طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال لها: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش ذلك، وكان ذلك من
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة