تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٩١
وقوله سبحانه: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب...) الآية: خلف معناه:
حدث خلفهم وبعدهم، و (خلف) - بإسكان اللام - يستعمل في الأشهر: في الذم.
وقوله سبحانه: (يأخذون عرض هذا الأدنى) إشارة إلى الرشا والمكاسب الخبيثة، والعرض: ما يعرض ويعن، ولا يثبت، والأدنى: إشارة إلى عيش الدنيا، وقولهم:
(سيغفر لنا) ذم لهم باغترارهم، وقولهم (سيغفر لنا)، مع علمهم بما في كتاب الله، من الوعيد على المعاصي، وإصرارهم، وأنهم بحال إذا أمكنتهم ثانية ارتكبوها، فهؤلاء عجزة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله "، فهؤلاء قطعوا بالمغفرة وهم مصرون، وإنما يقول: (سيغفر لنا) من أقلع وندم.
وقوله سبحانه: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب...) الآية: تشديد في لزوم قول الحق على الله في الشرع والأحكام، وقوله: (ودرسوا ما فيه) معطوف على قوله: (ألم يؤخذ)، لأنه بمعنى المضي، والتقدير: أليس قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب، ودرسوا ما فيه، وبهذين الفعلين تقوم الحجة عليهم في قولهم الباطل، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: " وادرسوا ما فيه ".
ثم وعظ وذكر تبارك وتعالى بقوله: (والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون)، وقرأ أبو عمرو: " أفلا يعقلون " - بالياء من أسفل -.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة