تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٩٠
سبحانه مقترن بإنفاذ وإمضاء، كما تقول في أمر عزمت عليه: علم الله لأفعلن.
وقال الطبري وغيره: (تأذن) معناه: أعلم، وقال مجاهد: (تأذن) معناه: أمر وقالت فرقة: معنى (تأذن): تألى، والضمير في (عليهم)، لبني إسرائيل، وقوله: (من يسومهم) قال ابن عباس: هي إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، يسومون اليهود سوء العذاب.
قال * ع *: والصحيح أن هذا حالهم في كل قطر، ومع كل ملة، و (يسومهم):
معناه: يكلفهم ويحملهم، و (سوء العذاب): الظاهر منه: أنه الجزية، والإذلال، وقد حتم الله عليهم هذا، وحط ملكهم، فليس في الأرض راية ليهودي، ثم حسن في آخر الآية التنبيه على سرعة العقاب، والتخويف لجميع الناس، ثم رجى سبحانه بقوله: (وإنه لغفور رحيم)، لطفا منه بعباده جل وعلا، (وقطعناهم في الأرض)، معناه: فرقناهم في الأرض.
قال الطبري عن جماعة من المفسرين: ليس في الأرض بقعة إلا وفيها معشر من اليهود، والظاهر في المشار إليهم بهذه الآية، أنهم الذين بعد سليمان وقت زوال ملكهم، والظاهر أنهم قبل مدة عيسى عليه السلام، لأنهم لم يكن فيهم صالح / بعد كفرهم بعيسى صلى الله عليه وسلم و (بلوناهم)، معناه: امتحناهم (بالحسنات)، أي: بالصحة والرخاء، ونحو هذا مما هو بحسب رأي ابن آدم ونظره، و (السيئات): مقابلات هذه، (لعلهم يرجعون) إلى الطاعة.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة