تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام...) الآية:
(انبجست): بمعنى انفجرت، وقد تقدم الكلام على هذه المعاني في " البقرة ".
وقوله سبحانه: (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا تغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذي ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون): القرية هي بيت المقدس.
وقيل: أريحاء، و " بدل ": معناه غير اللفظ.
وقوله سبحانه: (وأسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر...) الآية: قال بعض المتأولين: إن اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إن بني إسرائيل لم يكن فيهم عصيان، ولا معاندة لما أمروا به، فنزلت هذه الآية موبخة لهم، فسؤالهم إنما هو على جهة التوبيخ، والقرية هنا: أيلة، قاله ابن عباس وغيره، وقيل: مدين، و " حاضرة البحر "، أي: البحر فيها حاضر، ويحتمل أن يريد معنى " الحاضرة "، على جهة التعظيم لها، أي:
هي الحاضرة في مدن البحر، و (يعدون): معناه: يخالفون الشرع، من عدا يعدو، و (شرعا)، أي: مقبلة إليهم مصطفة، كما تقول: شرعت الرماح إذا مدت مصطفة، وعبارة البخاري / (شرعا) أي: شوارع انتهى.
والعامل في قوله: (ويوم لا يسبتون) قوله: (لا تأتيهم)، وهو ظرف مقدم،
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة