تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٨٧
قربننا من خير من وطئ الحصى * فلها علينا حرمة وذمام وحكي عن بعض المشايخ، أنه حج ماشيا، فقيل له في ذلك، فقال: العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكبا؟ لو قدرت أن أمشي على رأسي، ما مشيت على قدمي.
قال عياض: وجدير لمواطن عمرت بالوحي، والتنزيل، وتردد فيها جبريل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح، وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر، مدارس وآيات، ومساجد وصلوات، ومشاهد الفضائل والخيرات، ومعاهد البراهين والمعجزات - أن تعظم عرصاتها، وتتنسم نفحاتها، وتقبل ربوعها وجدراتها: [الكامل] يا دار خير المرسلين ومن به * هدي الأنام وخص بالآيات عندي لأجلك لوعة وصبابة * وتشوق متوقد الجمرات الأبيات. انتهى من " الشفا ".
وقوله سبحانه: (ومن قوم موسى أمة يهدون)، أي: يرشدون أنفسهم، وهذا الكلام يحتمل أن يريد به وصف المؤمنين منهم، على عهد موسى، وما والاه من الزمن، فأخبر سبحانه، أنه كان في بني إسرائيل على عتوهم وخلافهم من اهتدى واتقى وعدل، ويحتمل أن يريد الجماعة التي آمنت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل، على جهة الاستجلاب لإيمان جميعهم، وقوله: (أسباطا): بدل من (اثنتي)، والتمييز الذي بين العدد محذوف تقديره: اثنتي عشرة فرقة أو قطعة أسباطا.
وقوله سبحانه: (وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة