تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٩٢
وقوله سبحانه: (والذين يمسكون بالكتاب) عطف على قوله: (للذين يتقون)، وقرأ عاصم وحده، في رواية أبي بكر " يمسكون " - بسكون الميم، وتخفيف السين -، وقرأ الأعمش: " والذين استمسكوا ".
وقوله عز وجل: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة)، (نتقنا): معناه: اقتلعنا ورفعنا، وقد تقدم قصص الآية في " البقرة "، وقوله سبحانه: (واذكروا ما فيه)، أي:
تدبروه واحفظوا أوامره ونواهيه، فما وفوا.
وقوله سبحانه: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا...) الآية، قوله: (من ظهورهم) قال النحاة: هو بدل اشتمال من قوله: (من بني آدم)، وتواترت الأحاديث في تفسير هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق: " أن الله عز وجل استخرج من ظهر آدم عليه السلام نسم بنيه، ففي بعض الروايات كالذر، وفي بعضها: كالخردل ".
وقال محمد بن كعب: إنها الأرواح جعلت لها مثالات، وروي عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أخذوا من ظهر آدم، كما يؤخذ بالمشط من الرأس،
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة