تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٥
للنبي صلى الله عليه وسلم، وأمته في أمر الكفار المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ومن قال بالقول الآخر، قال: إن هذه مخاطبة للمؤمنين والكفار، على قراءة من قرأ: " أيشركون " - بالياء من تحت -، وللكفار فقط على قراءة من قرأ بالتاء من فوق على جهة التوقيف، أي: هذا حال الأصنام معكم، إن دعوتموهم، لم يجيبوكم.
وقوله سبحانه: (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين...) الآية مخاطبة للكفار في تحقير شأن أصنامهم، وقوله: (فادعوهم) أي: فاختبروا، فإن لم يستجيبوا، فهم كما وصفنا.
وقوله سبحانه: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها...) الآية. الغرض من هذه الآية (ألهم) حواس الحي وأوصافه، فإذا قالوا: " لا "، حكموا بأنها جمادات من غير شك، لا خير عندها.
قال الزهراوي: المعنى: أنتم أفضل منهم بهذه الجوارح النافعة، فكيف تعبدونهم،، ثم أمر سبحانه نبيه عليه السلام أن يعجزهم بقوله: (قل ادعوا شركاءكم)، أي:
استنجدوهم واستنفروهم إلى إضراري وكيدي، ولا تؤخروني، المعنى: فإن كانوا آلهة، فسيظهر فعلكم، ولما أحالهم على الاستنجاد بآلهتهم في ضرره، وأراهم أن الله سبحانه هو القادر على كل شئ لا تلك، عقب ذلك بالاستناد إلى الله سبحانه، والتوكل عليه، والإعلام بأنه وليه وناصره، فقال: (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين).
وقوله: (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)، إنما تكرر القول في هذا، وترددت الآيات فيه، لأن أمر الأصنام وتعظيمها كان متمكنا من نفوس العرب في ذلك الزمان، ومستوليا على عقولها، فأوعب القول في ذلك، لطفا منه سبحانه بهم.
وقوله: (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا...) الآية: قالت فرقة: هذا خطاب
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة