تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١١٦
مائة وثلاثة عشر، أو نحو ذلك من أصحابه بين مهاجري وأنصاري، وقد ظن الناس بأجمعهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقى حربا، فلم يكثر استعدادهم، وكان أبو سفيان في خلال لك يستقصي، ويحذر، فلما بلغه خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ضمضم بن عمرو الغفاري إلى " مكة " يستنفر أهلها، ففعل ضمضم، فخرج أهل " مكة " في ألف رجل، أو نحو ذلك، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروجهم أوحى الله إليه وحيا غير متلو يعده إحدى الطائفتين، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك، فسروا، وودوا أن تكون لهم العير التي لا قتال معها، فلما علم أبو سفيان بقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أخذ طريق الساحل، وأبعد وفات، ولم يبق إلا لقاء أهل " مكة "، وأشار بعض الكفار على بعض بالانصراف، وقالوا:
هذه عيرنا قد نجت، فلننصرف / فحرش أبو جهل ولج، حتى كان أمر الواقعة. وقال بعض المؤمنين: نحن لم نخرج لقتال، ولم نستعد له، فجمع رسول الله صلى الله على وسلم أصحابه، وهو بواد يسمى " دقران " وقال: أشيروا علي أيها الناس، فقام أبو بكر، فتكلم، وأحسن، وحرض الناس على لقاء العدو، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستشارة، فقام عمر بمثل ذلك، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستشارة، فتكلم المقداد بن الأسود الكندي، فقال: لا نقول لك يا رسول الله كما قالت بنو إسرائيل: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن نقول: إنا معكما مقاتلون، والله لو أردت بنا برك الغماد يعني مدينة " الحبشة " لقاتلنا معك من دونها، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلامه، ودعا له بخير، ثم قال: أشيروا علي أيها الناس، فكلمه سعد بن معاذ، وقيل: سعد بن عبادة، ويحتمل هما معا، فقال: يا رسول الله، كأنك إيانا تريد معشر الأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجل، فقال: إنا قد آمنا بك، واتبعناك،
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة