تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٠
حتى سبقوا إلى ماء بدر، وأصاب المشركين من ذلك المطر ما صعب عليهم طريقهم، فسر المؤمنون، وتبينوا من فعل الله بهم ذلك قصد المعونة لهم، فطابت نفوسهم، واجتمعت، وتشجعت، فذلك الربط على قلوبهم، وتثبيت أقدامهم على الرملة اللينة.
والضمير في " به " على هذا الاحتمال عائد على الماء، ويحتمل عوده على ربط القلوب، ويكون تثبيت / الأقدام عبارة عن النصر والمعونة في موطن الحرب، ونزول الماء كان في الزمن قبل تغشية النعاس، ولم يترتب كذلك في الآية، إذ القصد فيها تعديد النعم فقط.
وقوله سبحانه: (فثبتوا الذين آمنوا) وتثبيتهم يكون بقتالهم، وبحضورهم، وبأقوالهم المؤنسة، ويحتمل أن يكون التثبيت بما يلقيه الملك في القلب بلمته من توهم الظفر، واحتقار الكفار، وبخواطر تشجعه.
قال * ع *: ويقوي هذا التأويل مطابقة قوله تعالى: (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) وعلى هذا التأويل يجيء قوله: (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) مخاطبة للملائكة، ويحتمل أن يكون مخاطبة للمؤمنين. وقوله سبحانه: (فاضربوا فوق الأعناق) قال عكرمة: هي على بابها، وأراد الرؤوس، وهذا أنبل الأقوال.
قال * ع *: ويحتمل عندي أن يريد وصف أبلغ ضربات العنق وأحكمها، وهي الضربة التي تكون فوق عظم العنق دون عظم الرأس في المفصل، كما وصف دريد بن الصمة، فيجئ على هذا فوق الأعناق متمكنا.
والبنان: قالت فرقة: هي المفاصل، حيث كانت من الأعضاء.
(١٢٠)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة