تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٢
وعن مالك مثله. انتهى.
وفهم * ع *: الحديث على التعجب، ذكره عند قوله: (ويوم حنين) [التوبة:
25]، وما قاله ابن رشد هو الصواب. والله أعلم.
(ومتحرفا لقتال) يراد به الذي يرى: أن فعله ذلك أنكى للعدو، ونصبه على الحال، وكذلك نصب (متحيزا)، وأما الاستثناء، فهو من المولين الذين تضمنهم " من ".
والفئة هنا الجماعة الحاضرة للحرب، هذا قول الجمهور.
وقوله سبحانه: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) هذه الألفاظ ترد على من يزعم أن أفعال العباد خلق لهم، ومذهب أهل السنة أنها خلق للرب سبحانه كسب للعبد، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ يومئذ ثلاث قبضات من محصى وتراب، فرمى بها في وجوه القوم، فانهزموا عند آخر رمية، ويروى أنه قال يوم بدر: " شاهت الوجوه " وهذه الفعلة أيضا كانت يوم " حنين " بلا خلاف.
(وليبلي المؤمنين) أي: ليصيبهم ببلاء حسن، وظاهر وصفه بالحسن يقتضي أنه أراد الغنيمة، والظفر، والعزة.
(إن الله سميع) لاستغاثتكم، (عليم) بوجوه الحكمة في جميع أفعاله لا إله إلا هو.
وقوله سبحانه: (ذلكم) إشارة إلى ما تقدم من قتل الله لهم، ورميه إياهم، وموضع (ذلكم) من الإعراب رفع.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة