تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١١٨
وروي في " الصحيح ": الأشهر أن الملائكة قاتلت يوم بدر.
واختلف في غيره، قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، أنه حدث عن ابن عباس، أنه قال: حدثني رجل من بني غفار، قال: أقبلت أنا وابن عم لي حتى صعدنا في جبل يشرف بنا على بدر، ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون، فننتهب مع من ينتهب. قال: فبينما نحن في الجبل، إذ دنت منا سحابة، فسمعنا فيها حمحمة الخيل، / فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم، فأما ابن عمي، فانكشف قناع قلبه، فمات مكانه، وأما أنا فكدت أهلك، ثم تماسكت.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض بني ساعدة عن أبي سعيد مالك بن ربيعة، وكان شهد بدرا، قال بعد أن ذهب بصره: لو كنت اليوم ببدر، ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى. انتهى من " سيرة ابن هشام ".
وقوله سبحانه: (وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم) الضمير في " جعله " عائد على الوعد، وهذا عندي أمكن الأقوال من جهة المعنى.
وقيل: عائد على المدد، والإمداد.
وقيل: عائد على الإرداف.
وقيل: عائد على الألف، وقوله: (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) توقيف على أن الأمر كله لله وأن تكسب المرء لا يغني، إذا لم يساعده القدر، وإن كان مطلوبا بالجد، كما ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين.
وقوله سبحانه: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه). القصد تعديد نعمه سبحانه على
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة