تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٨٠
قال * ع *: والأصوب عندي أن يكون (الدين) ههنا على أشهر وجوهه، أي:
ذلك الشرع والطاعة.
وقوله: (فلا تظلموا فيهن)، أي: في الاثني عشر شهرا، أي: لا تظلموا أنفسكم بالمعاصي في الزمان كله، وقال قتادة: المراد الأربعة الأشهر، وخصصت تشريفا لها.
قال سعيد بن المسيب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرم القتال في الأشهر الحرم، بما أنزل الله في ذلك، حتى نزلت " براءة ".
وقوله تعالى: (وقاتلوا المشركين)، معناه: فيهن فأحرى في غيرهن، وقوله:
(كافة)، معناه: جميعا.
وقوله سبحانه: (إنما النسيء)، يعني: فعل العرب في تأخيرهم الحرمة، (زيادة في الكفر)، أي: جار مع كفرهم بالله، وخلافهم للحق، فالكفر متكثر بهذا الفعل الذي هو باطل في نفسه، ومما وجد في أشعارهم قول جذل الطعان: [الوافر] وقد علمت معد أن قومي * كرام الناس إن لهم كراما ألسنا الناسئين على معد * شهور الحل نجعلها حراما وقوله سبحانه: (يحلونه عاما ويحرمونه عاما)، معناه: عاما من الأعوام، وليس يريد أن تلك كانت مداولة.
وقوله سبحانه: (ليواطئوا عدة ما حرم الله)، معناه: ليوافقوا، والمواطأة: الموافقة.
وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة