تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٩
* ت *: زاد ابن الخطيب في روايته: " فإن الله تعالى يقول: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). انتهى من ترجمة محمد بن عبد الله، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن الله ضمن لمن كانت المساجد بيته الأمن، والأمان، والجواز على الصراط يوم القيامة " خرجه علي بن عبد العزيز البغوي في " المسند المنتخب " له، وروى البغوي أيضا في هذا " المسند "، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إذا أوطن الرجل المساجد بالصلاة، والذكر، تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب لغائبهم إذا قدم عليهم ". انتهى من " الكوكب الدري "، قيل: ومعنى " يتبشبش ": أي يفرح به.
وقوله سبحانه: (ولم يخش إلا الله)، يريد: خشية التعظيم والعبادة، وهذه مرتبة العدل من الناس، ولا محالة أن الإنسان يخشى غيره، ويخشى المحاذير الدنيوية، وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه.
وقوله سبحانه: (أجعلتم سقاية الحاج...) الآية: (سقاية الحاج): كانت في بني هاشم، وكان العباس يتولاها، قال الحسن: ولما نزلت هذه الآية، قال العباس: ما أراني إلا أترك السقاية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أقيموا عليها فهي خير لكم " و (عمارة المسجد الحرام): قيل: هي حفظه ممن يظلم فيه، أو يقول هجرا، وكان ذلك إلى العباس، وقيل:
هي السدانة وخدمة البيت خاصة، وكان ذلك في بني عبد الدار، وكان يتولاها عثمان بن طلحة، وابن عمه شيبة، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم لهما ثاني يوم الفتح، وقال: " خذاها خالدة تالدة
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة