تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
وقوله سبحانه: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم)، قررت الآيات قبلها أفعال الكفرة، ثم حض على القتال مقترنا بذنوبهم، لتنبعث الحمية مع ذلك، ثم جزم الأمر بقتالهم في هذه الآية مقترنا بوعد وكيد يتضمن النصر عليهم، والظفر بهم.
وقوله سبحانه: (يعذبهم الله بأيديكم)، معناه: بالقتل والأسر، و (ويخزهم)، معناه: يذلهم على ذنوبهم، يقال: خزي الرجل يخزى خزيا، إذا ذل من حيث وقع في عار، وأخزاه غيره، وخزي يخزى خزاية / إذا استحى، وأما قوله تعالى: (ويشف صدور قوم مؤمنين)، فيحتمل أن يريد جماعة المؤمنين، لأن كل ما يهد من الكفر هو شفاء من هم صدور المؤمنين، ويحتمل أن يريد تخصيص قوم من المؤمنين، وروي أنهم خزاعة، قاله مجاهد والسدي، ووجه تخصيصهم أنهم الذين نقض فيهم العهد، ونالتهم الحرب، وكان يومئذ في خزاعة مؤمنون كثير، ويقتضي ذلك قول الخزاعي المستنصر بالنبي صلى الله عليه وسلم: [الرجز] ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا وفي آخر الرجز:
وقتلونا ركعا وسجدا
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة