تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٧
بعد تعم كل من قال نحو هذا القول، كالنصارى، و (سبحانه) معناه: " تنزيها له، وبراءة من ذلك "، فسره بهذا النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (إن عندكم من سلطان بهذا) " إن " نافية، والسلطان: الحجة، وكذلك معناه حيث تكرر في القرآن، ثم وبخهم تعالى بقوله: (أتقولون على الله ما لا تعلمون).
وقوله سبحانه: (إن الذين يفترون...) الآية: توعد لهم بأنهم لا يظفرون ببغية، ولا يبقون في نعمة، إذ هذه حال من يصير إلى العذاب، وإن نعم في دنياه يسيرا.
وقوله تعالى: (متاع) مرفوع على خبر ابتداء، أي: ذلك متاع.
قال * ص *: (متاع) جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: كيف لا يفلحون، وهم في الدنيا مفلحون بأنواع التلذذات؟! فقيل: ذلك متاع، فهو خبر مبتدأ محذوف. انتهى، وهذا الذي قدره * ص *: يفهم من كلام * ع *.
وقول نوح عليه السلام: (يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي...) الآية: المقام:
وقوف الرجل لكلام أو خطبة أو نحوه، والمقام - بضم الميم -: إقامته ساكنا في موضع أو بلد، ولم يقرأ هنا بضم الميم فيما علمت، وتذكيره: وعظه وزجره، وقوله: (فأجمعوا):
من أجمع الرجل على الشئ، إذا عزم عليه، ومنه الحديث: ما لم يجمع مكثا، و (أمركم): يريد به: قدرتكم وحيلكم، ونصب " الشركاء " بفعل مضمر، كأنه قال: وادعوا شركاءكم، فهو من باب: [الرجز] علفتها تبنا وماء باردا * حتى شتت همالة عيناها
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة