تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٦
عبد الله بن عمر: إنك لا تطيق ذلك أنت، ولا ابن الزبير، لا تبديل لكلمات الله، وقد روي هذا النظر عن ابن عباس في غير مقاولة الحجاج، ذكره البخاري.
وقوله تعالى: (ولا يحزنك قولهم): أي: قول قريش، فهذه الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولفظة القول تعم جحودهم واستهزاءهم وخداعهم وغير ذلك، ثم ابتدأ تعالى، فقال (إن العزة لله جميعا) أي: لا يقدرون لك على شئ، ولا يؤذونك، إلا بما شاء الله، ففي الآية وعيد لهم، ثم استفتح بقوله: (ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض) أي:
بالملك والإحاطة.
وقوله تعالى: (وما يتبع): يصح أن تكون " ما " استفهاما، ويصح أن تكون نافية.
* ت *: ورجح هذا الثاني.
وقوله: (إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) " إن ": نافية، و (يخرصون):
معناه: يحدسون ويخمنون.
وقوله عز وجل: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه...) الآية: في هذه الألفاظ إيجاز وإحالة على ذهن السامع، لأن العبرة في أن الليل مظلم يسكن فيه، والنهار مبصر يتصرف فيه، فذكر طرفا من هذا وطرفا من الجهة الثانية، ودل المذكوران على المتروكين.
وقوله: (يسمعون) / يريد: يوعون، والضمير في (قالوا) لكفار العرب، ثم الآية
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة