تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
مدلولهما، والاستفهام هنا: على سبيل التحقير. انتهى. وهو حسن.
وقوله: (إن الله سيبطله): إيجاب عن عدة من الله تعالى.
وقوله (إن الله لا يصلح عمل المفسدين): يحتمل أن يكون ابتداء خبر من الله عز وجل، ويحتمل أن يكون من كلام موسى عليه السلام، وكذلك قوله: (ويحق الله الحق...) الآية، محتمل للوجهين، وكون ذلك كله من كلام موسى أقرب، وهو الذي ذكر الطبري، وأما قوله: (بكلماته): فمعناه بكلماته السابقة الأزلية في الوعد بذلك.
وقوله عز وجل: (فما آمن لموسى إلا ذرية وهو من قومه على خوف من فرعون وملئهم) واختلف المتأولون في عود الضمير الذي في (قومه)، فقالت فرقة: هو عائد على موسى، وذلك في أول مبعثه، وملأ الذرية، هم أشراف بني إسرائيل.
قال * ص *: وهذا هو الظاهر، وقالت فرقة: الضمير في (قومه) عائد على (فرعون)، وضمير (ملئهم) عائد على الذرية.
قال * ع *: ومما يضعف عود الضمير على موسى: أن المعروف من أخبار بني إسرائيل أنهم كانوا قوما تقدمت فيهم النبوات، ولم يحفظ قط أن طائفة من بني إسرائيل كفرت به، فدل على أن الذرية من قوم فرعون.
وقوله سبحانه: (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا...) الآية:
هذا ابتداء حكاية قول موسى لجماعة بني إسرائيل، مؤنسا لهم، ونادبا إلى التوكل على الله عز وجل الذي بيده النصر قال المحاسبي: قلت لأبي جعفر محمد بن موسى: إن الله عز وجل يقول: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) [المائدة: 23] فما السبيل إلى هذا التوكل الذي ندب الله إليه، وكيف دخول الناس فيه؟ قال: إن الناس متفاوتون في التوكل، وتوكلهم على قدر إيمانهم وقوة علومهم، قلت: فما معنى إيمانهم؟ قال: تصديقهم بمواعيد الله عز وجل، وثقتهم بضمان الله تبارك وتعالى، قلت: من أين فضلت الخاصة
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة