تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٤
وقول فرعون: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل...) الآية: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن جبريل عليه السلام قال: ما أبغضت أحدا قط بغضي لفرعون، ولقد سمعته يقول: (آمنت...) الآية، فأخذت من حال البحر، فملأت فمه، مخافة أن تلحقه رحمة الله "، وفي بعض الطرق: " مخافة أن يقول لا إله إلا الله، فتلحقه الرحمة ".
قال * ع *: فانظر إلى كلام فرعون، ففيه مجهلة وتلعثم، ولا عذر لأحد في جهل هذا، وإنما العذر فيما لا سبيل / إلى علمه، كقول علي رضي الله عنه: أهللت بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، والحال: الطين، والآثار بهذا كثيرة مختلفة الألفاظ، والمعنى واحد.
وقوله سبحانه: (الآن وقد عصيت قبل)، وهذا على جهة التوبيخ له، والإعلان بالنقمة منه، وهذا الكلام يحتمل أن يكون من ملك موصل عن الله، أو كيف شاء الله، ويحتمل أن يكون هذا الكلام معنى حاله وصورة خزيه، وهذه الآية نص في رد توبة المعاين.
وقوله سبحانه: (فاليوم ننجيك ببدنك...) الآية: يقوي أنه صورة حاله، لأن هذه الألفاظ إنما يظهر أنها قيلت بعد غرقه، وسبب هذه المقالة، على ما روي: أن بني إسرائيل بعد عندهم غرق فرعون وهلاكه، لعظمه في نفوسهم، وكذب بعضهم أن يكون فرعون
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة