تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". انتهى.
وقوله تعالى: (لهم البشرى...) الآية: أما بشرى الآخرة، فهي بالجنة، بلا خلاف قولا واحدا، وذلك هو الفضل الكبير، وأما بشرى الدنيا، فتظاهرت الأحاديث من طرق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنها " الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له "، وقال قتادة والضحاك: البشرى في الدنيا: هي ما يبشر به المؤمن عند موته، وهو حي عند المعاينة، ويصح أن تكون بشرى الدنيا ما في القرآن من الآيات المبشرات، ويقوي ذلك بقوله: (لا تبديل لكلمات الله)، ويؤول قوله صلى الله عليه وسلم: " هي الرؤيا " أنه أعطى مثالا يعم جميع الناس.
وقوله سبحانه: (لا تبديل لكلمات الله): يريد: لا خلف لمواعيده، ولا رد في أمره، وقد أخذ ذلك ابن عمر على نحو غير هذا، وجعل التبديل المنفي في الألفاظ، وذلك أنه روي أن الحجاج خطب، فقال: ألا إن عبد الله بن الزبير قد بدل كتاب الله، فقال له
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة