تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٠
ورزقكم أن يولي كل إنسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويتولى؟ أليس ذلك من ربكم عدلا قالوا: بلى.
قال: فينطلق كل إنسان منكم إلى ما كان يعبد في الدنيا ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويتمثل لمن كان يعبد عزيزا شيطان عزيز حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر.
ويبقى أهل الاسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عز وجل فيقول لهم: مالكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟ فيقولون: إن لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه؟ قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساق.
فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا ساجدا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. الحديث.
أقول: والروايات الثلاث مبنية على التشبيه المخالف للبراهين العقلية ونص الكتاب العزيز فهي مطروحة مؤولة.
وفي الكافي بإسناده عن سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة وذكره الاستغفار، فإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها، وهو قول الله عز وجل: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " بالنعم والمعاصي.
أقول: وقد تقدم بعض روايات الاستدراج في ذيل قوله تعالى: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " الآية 182 من سورة الأعراف.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " إذ نادى وهو مكظوم " في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: يقول: مغموم.
وفيه في قوله تعالى: " لولا أن تداركه نعمة من ربه " قال: النعمة الرحمة.
وفيه في قوله تعالى: " لنبذ بالعراء " قال: الموضع الذي لا سقف له.
وفي الدر المنثور في قوله تعالى: " وإن يكاد الذين كفروا " أخرج البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العين حق.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست