تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٨٩
قوله تعالى: " ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين " رميهم له بالجنون عندما سمعوا الذكر دليل على أن مرادهم به رمي القرآن بأنه من إلقاء الشياطين، ولذا رد قولهم بأن القرآن ليس إلا ذكرا للعالمين.
وقد رد قولهم: " إنه لمجنون " في أول السورة بقوله: " ما أنت بنعمة ربك بمجنون " وبه ينطبق خاتمة السورة على فاتحتها.
(بحث روائي) في المعاني بإسناده عن الحسين بن سعيد عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود " قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.
وفيه بإسناده عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: " يوم يكشف عن ساق " قال: كشف إزاره عن ساقه فقال: سبحان ربي الاعلى.
أقول: قال الصدوق بعد نقل الحديث: قوله: سبحان ربي الاعلى تنزيه الله سبحانه أن يكون له ساق. انتهى. وفي هذا المعنى رواية أخرى عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام.
وفيه بإسناده عن معلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يعني بقوله:
" وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال: وهم مستطيعون.
وفي الدر المنثور أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا.
وفيه أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يوم يكشف عن ساق " قال: يكشف الله عن ساقه.
وفيه أخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام فينادي مناديا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم [الذي] خلقكم وصوركم
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست