تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٣
الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا _ 11. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما _ 12.
(بيان) موعظة وإنذار وتبشير تؤكد التوصية بالتمسك بما شرع الله لهم من الاحكام ومن جملتها ما شرعه من أحكام الطلاق والعدة ولم يوص القرآن الكريم ولا أكد في التوصية في شئ من الاحكام المشرعة كما وصى وأكد في أحكام النساء، وليس إلا لان لها نبأ.
قوله تعالى: " وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا " قال الراغب: العتو النبوء عن الطاعة انتهى. فهو قريب المعنى من الاستكبار، وقال: النكر الدهاء والامر الصعب الذي لا يعرف انتهى. والمراد بالنكر في الآية المعنى الثاني، وفي المجمع النكر المنكر الفظيع الذي لم ير مثله انتهى.
والمراد بالقرية أهلها على سبيل التجوز كقوله: " واسأل القرية " يوسف: 82، وفي قوله: " عتت عن أمر ربها ورسله " إشارة إلى أنهم كفروا بالله سبحانه بالشرك وكفروا كفرا آخر برسله بتكذيبهم في دعوتهم. على أنهم كفروا بالله تعالى في ترك شرائعه المشرعة وكفروا برسله فيما أمروا به بولايتهم لهم كما مر نظيره في قوله: " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين " التغابن: 12.
وشدة الحساب المناقشة فيه والاستقصاء لتوفية الاجر كما هو عليه، والمراد به حساب الدنيا غير حساب الآخرة والدليل على كونه حساب الدنيا قوله تعالى: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير " الشورى: 30، وقوله: " ولو أن أهل القرى
(٣٢٣)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست