تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٨١
والتسنيد نصب الشئ معتمدا على شئ آخر كحائط ونحوه.
والجملة مسوقة لذمهم وهي متممة لسابقتها، والمراد أن لهم أجساما حسنة معجبة وقولا رائعا ذا حلاوة لكنهم كالخشب المسندة أشباح بلا أرواح لا خير فيها ولا فائدة تعتريها لكونهم لا يفقهون.
وقوله: " يحسبون كل صيحة عليهم " ذم آخر لهم أي إنهم لابطانهم الكفر وكتمانهم ذلك من المؤمنين يعيشون على خوف ووجل ووحشة يخافون ظهور أمرهم واطلاع الناس على باطنهم ويظنون أن كل صيحة سمعوها فهي كائنة عليهم وأنهم المقصودون بها.
وقوله: " هم العدو فاحذرهم " أي هم كاملون في العداوة بالغون فيها فإن أعدى أعدائك من يعاديك وأنت تحسبه صديقك.
وقوله: " قاتلهم الله أنى يؤفكون " دعاء عليهم بالقتل وهو أشد شدائد الدنيا وكأن استعمال المقاتلة دون القتل للدلالة على الشدة.
وقيل: " المراد به الطرد والابعاد من الرحمة، وقيل: المراد به الاخبار دون الدعاء، والمعنى: أن شمول اللعن والطرد لهم مقرر ثابت، وقيل: الكلمة مفيدة للتعجب كما يقال:
قاتله الله ما أشعره، والظاهر من السياق ما تقدم من الوجه.
وقوله: " أنى يؤفكون " مسوق للتعجب أي كيف يصرفون عن الحق؟ وقيل: هو توبيخ وتقريع وليس باستفهام.
قوله تعالى: " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم " الخ، التلوية تفعيل من لوى يلوي ليا بمعنى مال.
والمعنى: وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله - وذلك عندما ظهر منهم بعض خياناتهم وفسوقهم - أمالوا رؤوسهم إعراضا واستكبارا ورآهم الرائي يعرضون عن القائل وهم مستكبرون عن إجابة قوله.
قوله تعالى: " سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم " الخ، أي يتساوى الاستغفار وعدمه في حقهم وتساوي الشئ وعدمه كناية عن أنه لا يفيد الفائدة المطلوبة منه، فالمعنى: لا يفيدهم استغفارك ولا ينفعهم.
وقوله: " لن يغفر الله لهم " دفع دخل كأن سائلا يسأل: لماذا يتساوى الاستغفار لهم وعدمه؟ فأجيب: لن يغفر الله لهم.
(٢٨١)
مفاتيح البحث: القتل (3)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست