تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٢٦
الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد _ 6.
عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم _ 7. لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين _ 8. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون _ 9.
(بيان) تذكر السورة موالاة المؤمنين لأعداء الله من الكفار وموادتهم وتشدد النهي عن ذلك تفتتح به وتختتم وفيها شئ من أحكام النساء المهاجرات وبيعة المؤمنات، وكونها مدنية ظاهر.
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " الخ، سياق الآيات يدل على أن بعض المؤمنين من المهاجرين كانوا يسرون الموادة إلى المشركين بمكة ليحموا بذلك من بقي من أرحامهم وأولادهم بمكة بعد خروجهم أنفسهم منها بالمهاجرة إلى المدينة فنزلت الآيات ونهاهم الله عن ذلك، ويتأيد بهذا ما ورد أن الآيات نزلت في حاطب بن أبي بلتعة أسر كتابا إلى المشركين بمكة يخبرهم فيه بعزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الخروج إليها لفتحها، فعل ذلك ليكون يدا له عليهم يقي بها من كان بمكة من أرحامه وأولاده فأخبر الله بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونزلت، وستوافيك قصته في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى.
فقوله: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء " العدو معروف ويطلق على الواحد والكثير والمراد في الآية هو الكثير بقرينة قوله: " أولياء " و " إليهم " وغير
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست