تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣١٣
[* ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير (106) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (107)] والمشركون.
أن ينزل عليكم من خير من ربكم: مفعول (يود) و (من) الأولى مزيدة للاستغراق والثانية للابتداء، والمراد بالخير ما يعم الوحي والعلم والنصرة.
والله يختص برحمته من يشاء: روي عن أمير المؤمنين وعن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) أن المراد برحمته هنا. النبوة (1).
والله ذو الفضل العظيم: فيه إشعار بأن النبوة من فضله، وأن كل خير نال عباده في دينهم أو دنياهم فإنه من عنده ابتداء منه إليهم وتفضلا عليهم، من غير استحقاق منهم لذلك عليه، فهو عظيم الفضل ذو المن والطول.
ما ننسخ من آية أو ننسها: نزلت لما قال المشركون أو اليهود: ألا ترون أن محمدا يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه.
والنسخ في اللغة إزالة الصورة عن الشئ وإثباتها في غيره، كنسخ الظل للشمس ومنه التناسخ، ثم استعمل في كل منهما كقولك: نسخت الريح الأثر، ونسخت الكتاب.
ونسخ الآية بيان انتهاء التعبد بها، إما بقرائتها فقط، كآية الرجم، فقد قيل:
إنها كانت منزلة فرفع لفظها فقط، دون حكمها، أو بالعكس كقوله: " إن فاتكم

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 179، في ذيل آية 105، من سورة البقرة.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست