تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣١٥
[ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير (109)] مالك أمورهم ومدبرها على حسب مصالحهم من نسخ الآيات وغيره، وقررهم على ذلك بقوله: " ألم تعلم " - أراد أن يوصيهم بالثقة به فيما هو أصلح لهم مما يتعبدهم به وينزل عليهم، وأن لا يقترحوا على رسولهم ما اقترحه آباء اليهود على موسى من الأشياء التي كانت عاقبتها وبالا عليهم.
قيل: نزلت في أهل الكتاب حين سألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وقيل في المشركين لما قالوا: " لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " (1).
ومن يتبدل الكفر بالأيمن: ومن ترك الثقة بالآيات المنزلة وشك فيها واقترح غيرها.
فقد ضل سواء السبيل: أي الطريق المستقيم حتى وقع في الكفر بعد الايمان.
ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا:
روي أن فنحاص بن عازرواء وزيد بن قيس ونفرا من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان و عمار بن ياسر بعد وقعة أحد: ألم تروا ما أصابكم، ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ونحن أهدى منكم سبيلا، فقال عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قالوا: شديد، قال: فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت، فقالت اليهود: أما هذا فقد صبأ، وقال حذيفة: وأما أنا فقد رضيت بالله ربا و

(1) سورة الإسراء: الآية 93.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست