تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٤٦
[ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132)] ولقد اصطفيناه: اخترناه بالرسالة.
في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين: قيل: وإنما خص الآخرة بالذكر وإن كان في الدنيا كذلك، لان المعنى من الذين يستوجبون على الله سبحانه الكرامة وحسن الثواب، فلما كان خلوص في الآخرة دون الدنيا وصفه بما ينبئ عن ذلك.
إذ قال: ظرف لاصطفيناه، أي اخترناه في ذلك الوقت، أو انتصب بإضمار أذكر استشهادا على ما ذكر من حاله، كأنه قيل: أذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح الذي لا يرغب عن ملة مثله.
له ربه أسلم: أخطر ببالك النظر في الدلالة المؤدية إلى المعرفة.
قال أسلمت لرب العلمين: أي فنظر وعرف.
وقيل: أسلم أي أذعن، وقيل: أن يكون المراد أثبت على الانقياد.
ووصى بها: أي بالملة، أو الكلمة، وهي أسلمت لرب العالمين.
وقرئ وأوصى.
إبراهيم بنيه ويعقوب: عطف على إبراهيم داخل في حكمه، والمعنى ووصى بها يعقوب بنيه أيضا، وقرئ بالنصب عطفا على بنيه، والمعنى ووصى بها إبراهيم بنيه ونافلته يعقوب.
يبنى: على إضمار القول عند البصريين، وعند الكوفيين يتعلق ب‍ (وصى) لأنه في معنى القول. وفي قراءة أبي وابن مسعود أن يا بني (1).
إن الله اصطفى لكم الدين: أعطاكم الدين الذي هو صفوة الأديان، وهو

(1) تفسير الكشاف: ج 1، ص 191.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست