تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٤٤
فيها على حد ما يقتضيه توفيقنا عليها، وقال عطا ومجاهد: معنى مناسكنا مذابحنا، والأول أقوى (1).
والنسك في الأصل: غاية العبادة، وشاع في الحج، لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة.
وقرأ ابن كثير ويعقوب (أرنا) قياسا على فخذ في فخذ (2).
وتب علينا: قالا تلك الكلمة على وجه التسبيح والتعبد والانقطاع إلى الله، ليقتدي بهما الناس فيهما.
وقيل: أنهما سألا التوبة على ظلمة ذريتهما.
وقيل معناه: ارجع علينا بالرحمة. فليس فيها دلالة على جواز الصغيرة عليهم كما لا يخفى.
إنك أنت التواب: القابل للتوبة من عظائم الذنوب، أو الكثير القبول للتوبة مرة بعد أخرى.
الرحيم: بعباده المنعم عليهم بالنعم العظام وتكفير الآثام.
وفي هذه الآية دلالة على أنه يحسن الدعاء بما يعلم الداعي أنه يكون لا محالة.
ربنا وابعث فيهم: في الأمة المسلمة.
رسولا منهم: ولم يبعث من ذريتهما غير محمد (صلى الله عليه وآله)، فهو المجاب به دعوتهما كما قال (صلى الله عليه وآله): أنا دعوة أبي إبراهيم (عليه السلام) وبشرى عيسى (عليه السلام) يعنى قوله: " ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد " ورؤيا أمي (3) وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف من بني زهرة، رأت في المنام أنها وضعت نورا أضاء به قصور الشام من بصرى.

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 210.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 209.
(3) مسند أحمد بن حنبل: ج 4، ص 127 و 128. و ج 5، ص 262. ولفظ الأخير (لقمان بن عامر قال: سمعت أبا امامة قال: قلت: يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام).
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست