تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٥٦
[* سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم (142)] وتقريره: ان نص النبي على شئ شهادة الله عليه، فكتمان نص النبي كتمان شهادة الله، وكتمان شهادة الله أشد الظلم، فهو إما الكفر أو أشد منه، وعلى كلا التقديرين يلزم المدعى.
ويدل عليه أيضا ما رواه في الفقيه عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في أثناء خبر قال: فقلت له: أرأيت من جحد الامام منكم ما حاله؟ فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام، لان الامام من الله ودينه دين الله، ومن برئ من دين الله فهو كافر و دمه مباح في تلك الحال، إلا أن يرجع ويتوب إلى الله عز وجل مما قال (1).
وما الله بغفل عما تعملون: وعيد لهم، وقرئ بالتاء.
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون: قيل: التكرير للمبالغة في التحذير والزجر عما استحكم في الطبائع من الافتخار بالآباء والاتكال عليهم، أو الخطاب فيما سبق لهم.
وفي هذه الآية لنا تحذير عن الاقتداء بهم.
أو المراد بالأمة في الأول الأنبياء، وفي الثاني أسلاف اليهود والنصارى.
سيقول السفهاء من الناس: الذين خفت أحلامهم واستمهنوها بالتقليد والاعراض عن النظر، يريد المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين.

(١) كتاب الغيبة للنعماني: باب 7، ما روي فيمن شك في واحد من الأئمة، ص 129، ح 3، و رواه في الوسائل: ج 18، ص 565، الباب 10، من أبواب حد المرتد، ح 38.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست