تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
[بلى من كسب سيئة وأحطت به خطيئته فأولئك أصحب النار هم فيها خلدون (81) والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون (82)] قل أتخذتم عند الله عهدا: وعدا فلن يخلف الله عهده: جواب شرط محذوف، أي إن اتخذتم عند الله عهدا، فلن يخلف الله عهده.
وقيل: لا تقدير في مثله، ولكن ضمن الاستفهام معنى الشرط، فأجيب بالفاء.
أم تقولون على الله ما لا تعلمون: أم معادلة لهمزة الاستفهام، بمعنى كلا الامرين كائن على سبيل التقرير للعلم بوقوع أحدهما، أو منقطعة بمعنى، بل تقولون.
بلى: إثبات لما نفوه من مساس النار لهم زمانا مديدا ودهرا طويلا على وجه أعم، ليكون كالبرهان على بطلان قولهم، ويختص بجواب النفي.
من كسب سيئة: والفرق بينها وبين الخطيئة، أنها قد تقال فيما يقصد بالذات، والخطيئة تغلب فيما يقصد بالعرض، لأنها من الخطأ. والكسب:
استجلاب النفع، وتعليقه بالسيئة على طريق التحكم.
وأحطت به خطيئته: والمراد بها الشرك، لان ما عداه لا يستحق به الخلود في النار عندنا، فالمراد بالإحاطة الاستيلاء عليه حتى لا يخلو عنها شئ من جوانبه، كما هو شأن المشرك، فإن غيره إن لم يكن له سوى تصديق القلب والاقرار باللسان فلم تحط الخطيئة به.
فأولئك أصحب النار: ملازموها في الآخرة، كما أنهم ملازمو
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست