تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
[وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (76)] الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله: تعليل للتفصيل، فإن الحجارة ينفعل، فإن منها ما يتفجر منه الأنهار، والتفجير: الفتح بسعة، ومنها ما ينبع منه الماء، ومنها ما يتردى من أعلى الجبل انقيادا لما أراد الله تعالى به، وقلوب هؤلاء لا تتأثر من أمر الله تعالى، والخشية مجاز من الانقياد.
وما الله بغفل عما تعملون: وعيد على ذلك.
وقرأ ابن كثير (1) ونافع ويعقوب وخلف وأبو بكر بالياء، والباقون بالتاء.
أفتطمعون: الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
أن يؤمنوا لكم: أي اليهود.
وقد كان فريق منهم: من أسلافهم.
يسمعون كلم الله: أي التوراة، أو حين كلم موسى.
ثم يحرفونه: يغيرونه أو يأولونه بما يشتهون.
من بعد ما عقلوه: ولم يبق لهم فيه ريبة.
وهم يعلمون: أنهم مبطلون. فإذا كان أخيار هؤلاء وأسلافهم بهذه الحالة، فما طمعكم بجهالهم وسفلتهم!
وإذا لقوا الذين آمنوا: أي اليهود.
قالوا آمنا: أي قال منافقوهم: آمنا بأنكم على الحق، ورسولكم هو المبشر به

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 138.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست