تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٧٦
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة، والحديث بتمامه مذكور في شرح الآيات الباهرة منقولا عن التفسير المنسوب إلى الحسن العسكري (عليه السلام)، و قد ذكرته بتمامه في تفسيرنا الموسوم بالتبيان وعلى الله التكلان.
وكاد من أفعال المقاربة، وضع لدنو الخبر حصولا، فإذا دخل عليه النفي، قيل:
معناه الاثبات مطلقا، وقيل: ماضيا، والحق أنه كسائر الافعال.
ولا ينافي قوله تعالى: " وما كادوا يفعلون "، قوله: (فذبحوها) لاختلاف وقتيهما، إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم وانقطعت تعللاتهم، ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل.
وإذ قتلتم نفسا: خاطب الجمع لوجود القتل فيهم.
فادارءتم فيها: اختصمتم في شأنها، إذ الخصمان يدفع بعضهم بعضا.
وأصل الدرء: الدفع، ومنه الحديث: ادرؤوا الحدود بالشبهات (1).
وقول رؤبة:
أدركتها قدام كل مدره * بالدفع عني درء كل عنجة (2) فعلى هذا يحتمل أن يكون المعنى: تدافعتم، بأن طرح قتلها كل عن نفسه إلى صاحبه.
وقيل: الدرء: العوج، ومنه قول الشاعر:
فنكب عنهم درء الأعادي * وداووا بالجنون من الجنون (3)

فقال: بدينارين والخيار لأمي. قالوا: قد رضينا بدينار. فسألها فقالت: بأربعة، فأخبرهم فقالوا: نعطيك دينارين فأخبر أمه فقالت: ثمانية، فما زال يطلبون على النصف مما تقول أمة فتضعف الثمن حتى بلغ ثمنها ملا مسك ثور أكبر ما يكون ملا دنانير، فأوجب لهم البيع إلى آخره. وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص ١١١، عند تفسيره لقوله تعالى: " إن الله يأمركم أن تذبحوا ".
(١) لاحظ عوالي اللئالي: ج ١، ص 236، ح 147، و ج 2، ص 349، ح 4. و ج 3، ص 545، ح 1.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 137. والعنجة أن يمسك الراكب بزمام البعير ويجره إليه حتى يتأخر إلى خلف.
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 137.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست