تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٧١
أو أمركم، بمعنى مأموركم.
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها: الفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأنصعه، يقال في التوكيد: أصفر فاقع و وارس، كما يقال: أسود حالك وحانك. وفي إسناده إلى اللون، وهو صفة صفراء لملابسته بها، فضل تأكيد، كأنه قيل: صفراء شديدة الصفرة صفرتها، فانتزع من الصفرة، صفرة، وأسند الفقوع إليها، فهو من قبيل جد جده، وجنونك مجنون.
وعن الحسن: سوداء شديدة السواد، وبه فسر قوله تعالى: " جمالات صفر " (1).
وقال الأعشى:
تلك خيلي منه وتلك ركابي * هن صفر أولادها كالزبيب (2) ولعله عبر بالصفرة عن السواد، لأنها من مقدماته، أو لان سواد الإبل تعلوه صفرة.

(1) سورة المرسلات: الآية 33.
(2) وقبله:
إن قيسا قيس الفعال أبا الأشعث * أمست أصداؤ لشعوب كل عام يمدني بحموم * عند وضع للضأن أو بنجيب للأعشى في أبي الأشعث بن قيس - والفعال - بالفتح: فعل الخير. والاصداء: جمع صدى، وهو ذكر البوم، كانت العرب تزعم أن عظام رأس القتيل تصير بومة، وتصيح: أدركوني، حتى يؤخذ بثأره، و شعوب: اسم للمنية، يمكن أنه جمع شعب بمعنى طريق، أي أمست متفرقة في الطرق، وذلك كناية عن قتله، والجمع للتعظيم، أو اعتباري، والجموم جمع جم بتثليث أوله بمعنى الكثير، والنجيب: الكريم من الخيل والإبل، والركاب: المطايا، هن أي الركاب، صفر: جمع أصفر أو صفراء، أولاد ما يغلب عليه السواد كالزبيب، والمراد بالصفرة، سواد ترهقه صفرة، لان هذا أعز ألوان الإبل عندهم.
نقلا عن هامش الكشاف: ص 150، في تفسير قوله تعالى (صفراء فاقع).
وفي هامش بعض النسخ ما لفظه (قوله: هن صفر، هو من قصيدة يمدح بها قيس بن معدي كرب، و تلك مبتدأ وخيلي خبره، ومنه حال، والركاب الإبل التي يركب عليهما، الواحدة راحلة، ولا واحد لها من لفظها. وأولادها فاعل صفر، أي سود، ويمكن أن يكون هن صفر جملة، وأولادها كالزبيب جملة أخرى. (منه رحمه الله).
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست