تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٦٩
[قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون (68) قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر النظرين (69)] والعياذ واللياذ: من واد واحد.
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي: لما رأوا ما أمروا به على حال لم يوجد بها شئ من جنسه أجروه مجرى ما لم يعرفوا حقيقته، فسألوا عنها ب‍ (ما) المطلوبة بها الحقيقة، وإلا فالمقصود بيان الحال والصفة.
قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر: لا مسنة ولا فتية، يقال: فرضت البقرة فروضا، من الفرض: وهو القطع، كأنها فرضت سنها، وتركيب البكر للأولوية (للأولية) ومنه البكرة والباكورة.
عوان: نصف.
قال الطرماح:
طوال مثل أعناق الهوادي * نواعم بين أبكار وعون (1)

(1) وقبله:
ظعائن كنت أعهدهن قدما * وهن لدى الإقامة غير جون حصان مواضع النقب الأعالي * غراث الوشح صامته البرين الظعينة، المرأة في الهودج، وغرثى الوشاح، وصامة البرين: كناية عن غلظ ساقها، والبرين: الخلخال، ومثل موضع الثلل وهو أن يصب الثوب سواد ولا يذهب بغسله، وطوله كناية عن ذول العنق، والهوادي جمع الهادي وهو العنق، فإضافة الأعناق إليه إضافة الشئ إلى نفسه، والناعمة: الكريمة اللينة، وعون جمع عوان وهي المرأة بين الحديثة والمسنة، وصفهن بأنهن أبكر من الابكار وأصفر من العون، وذلك أحسن أحوالهن (منه رحمه الله) كذا في هامش بعض النسخ.
وفي هامش الكشاف: ج 1، ص 149، ما ملخصه: الظعائن: النساء في الهوادج، والجون بالضم جمع جوناء أي سوداء، والحصان - بالفتح - المحصنة، والنقب جمع نقاب ككتب وكتاب، والعون أصله بضم الواو جمع عوان، وهي النصف بفتحتين أي الوسط من النساء والبهائم فسكن تخفيفا، يقول: تلك النساء ظعائن أي مسافرات غير لونهن السفر وكنت أعهدهن في قديم الزمان حين الإقامة غير سود، وهن محصنات الوجوه، والأعالي صفة للنقب أو المواضع وهذا لا يكون إلا في النساء كما ترى.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست