تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٥٨
[وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام وحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (61)] وإنما قيده وإن كان العثي لا يكون إلا فسادا، لأنه يجوز أن يكون فعل ظاهره الفساد وباطنه المصلحة كقتل الخضر الغلام، وخرقه السفينة، فبين أن فعلهم هو الفساد ظاهرا وباطنا، ويقرب منه العيث غير أنه يغلب فيما يدرك حسا، وجعل بعضهم الحال مؤكدة.
فإن قيل: كيف يجتمع ذلك الماء والكثير في ذلك الحجر الصغير؟
أجيب بأن ذلك من آيات الله الباهرة والأعاجيب الظاهرة الدالة على أنها من فعل الله، فإنه لما أمكن أن يكون من الأحجار ما يحلق الشعر، وينفر الخل، و يجذب الحديد، لم يمتنع أن يخلق في حجر - أو أحدث في كل حجر - قوة تجذب الماء من تحت الأرض، أو تجذب الهواء من الجوانب وتصيره ماء بقوة التبريد ونحو ذلك.
ولي هناك فائدة يجب أن ينبه عليها.
فأقول: الممتنع إما ممتنع بأي اعتبار اخذ، أو باعتبار طبيعته وحقيقته مع قطع النظر عن غيره، أو باعتبار العادات والرسوم: فالأول كشريك الباري، والثاني
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست