تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
وقيل: بل كان معصية، لأنهم لم يرضوا بما اختاره الله لهم، ولذلك ذمهم على ذلك، وهو أوجه.
قال: أي الله، أو موسى.
أتستبدلون الذي هو أدنى: أقرب منزلة، وأصل الدنو: القرب في المكان، فاستعير للخسة، كالبعد في الشرف والرفعة.
فقيل: بعيد المحل، بعيد الهمة.
وقرئ أدناء من الدناءة، وحكى الأزهري عن أبي زيد: الدني بغير همزة:
الخسيس (1).
بالذي هو خير: يريد به المن والسلوى، فإنه خير في اللذة والنفع، وعدم الحاجة إلى السعي.
اهبطوا: وقرئ بالضم، أي انحدروا من التيه، يقال: هبط الوادي: إذا نزل به، وهبط منه إذا خرج عنه.
مصرا: أراد به مصرا من الأمصار، وهو البلد العظيم، وأصله القطع، لانقطاعه بالعمارة عما سواه، وقيل: أصله الحد بين شيئين.
قال الشاعر:
وجاعل الشمس مصرا لاخفاء به * بين النهار وبين الليل قد فصلا (2) أو العلم وصرفه لسكون وسطه، أو على تأويل البلد، ويؤيده أنه غير منون في مصحف ابن مسعود (3).
وقيل: أصله مصرائم، فصرفه للتصرف في العجمية بالتعريف.
فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة: جعلت الذلة والمسكنة محيطين بهم مشتملين عليهم، فهم فيهما كما يكون في القبه من ضربت عليه

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 122.
(2) القائل عدي بن زيد، كما في مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 122.
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 123.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست