تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
[ولئن أتيت الذين أوتوا الكتب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145)] الكعبة أيضا، وقال آخرون: كانت صلاته بمكة أيضا إلى بيت المقدس، إلا أنه يجعل الكعبة بينه وبينها، ولا يصلي في مكان لا يمكن هذا فيه. وقال آخرون:
كان يصلي بمكة وبعد قدومه المدينة إلى بيت المقدس ولم يكن عليه أن يجعل الكعبة بينه وبينها، ثم أمر بالتوجه إلى الكعبة.
ولئن أتيت: اللام موطئة للقسم، أي والله.
الذين أوتوا الكتب: من علماء اليهود والنصارى، وقيل: جميع أهل الكتاب.
بكل آية: برهان وحجة على أن الكعبة قبلة.
ما تبعوا قبلتك: جواب القسم المضمر ساد مسد الشرط، سواء قدر القسم مقدما على الشرط، فيتعين كون الجواب له، ولا يصح جعله جزاء للشرط ومؤخرا عنه، فيسوغ الأمران بقرينة ترك الفاء وهو لازم في الماضي المنفي، وفيه من القطع بعدم المتابعة ما ليس في جعله جزاء للشرط، وإن أكد بالقسم، والمعنى ما تركوا قبلتك لشبهة تنزيلها بحجة وإنما خالفوك عنادا.
وما أنت بتابع قبلتهم: قطع لطمعهم، فإنهم قالوا: لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون صاحبنا الذي ننتظره، تغريرا له وطمعا في رجوعه، وقبلتهم وإن تعددت لكنها متحدة بالبطلان ومخالفة الحق، أو الاقرار للاشعار بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يمكن له المتابعة لواحد.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست