تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
[أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله وما الله بغفل عما تعملون (140) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون (141)] أم تقولون: يحتمل على قراءة التاء أن تكون (أم) معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين يأتون للمحاجة في حكم الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء، والمقصود إنكارهما والتوبيخ عليهما معا، وأن تكون منقطعة بمعنى بل تقولون، والهمزة على قراءة الياء لا تكون إلا منقطعة.
إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى: ولم يكونوا مسلمين.
قل أأنتم أعلم أم الله: وأنه شهد لهم بالاسلام في قوله: " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما " (1).
ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله: أي شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية، و " من " فيه كما في قولك: " هذه شهادة مني لفلان "، إذا شهدت له، والمعنى أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم لأنهم كتموا هذه الشهادة وهم عالمون بها، أو إنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها، أو الأعم من المعنيين، وفي الأخيرين تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد (عليه السلام) بالنبوة في كتبهم، والآية تدل على كفر من كتم شهادة الله بالولاية، وعلى كفر أهل الخلاف.

(1) سورة آل عمران: الآية 67.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست