تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٤٧
[أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها وحدا ونحن له مسلمون (133) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون (134)] دين الاسلام ووفقكم الاخذ به.
فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون: لا يكن موتكم على حال إلا على حال كونكم ثابتين على الاسلام، فالنهي راجع إلى كونهم على خلاف الاسلام في حال الموت، والنكتة في إدخال النهي على الموت، إظهار أن الموت على غير الاسلام كلا موت، والموت الحقيقي هو موت السعداء وهو الموت على الاسلام.
أم كنتم: (أم) هي المنقطعة، ومعنى الهمزة فيها الانكار، أي ما كنتم.
شهداء: جمع شهيد، بمعنى الحاضر.
قيل: إن اليهود قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية يوم مات فنزلت ردا عليهم (1) أي ما كنتم حاضرين.
إذ حضر: وقرئ حضر بكسر الصاد، وهي لغة.
يعقوب الموت: فالخطاب لليهود.
وقيل: الخطاب للمؤمنين، يعني ما شاهدتم ذلك وإنما حصل لكم العلم به من طريق الوحي.
إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى: تقريرا لهم على التوحيد والاسلام، و

(1) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي: ج 1، ص 400. وفي مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 214.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست