بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٣
وصحة نبوته: أحدها: أنه أخبر عما في نفوس أعدائه، وما جرى على ألسنتهم، ولم يكن بلغه ذلك فكان كما أخبره.
وثانيها: أنه قال: " أعطيناك الكوثر " فانظر كيف انتشر دينه، وعلا أمره، و كثرت ذريته حتى صار نسبه أكثر من كل نسب، ولم يكن شئ من ذلك في تلك الحال.
وثالثها: أن جميع فصحاء العرب والعجم قد عجزوا عن الاتيان بمثل هذه السورة على وجازة ألفاظها مع تحديه (1) إياهم بذلك، وحرصهم على بطلان أمره منذ بعث صلى الله عليه وآله إلى يوم الناس هذا، وهذا غاية الاعجاز.
ورابعها: أنه سبحانه وعده بالنصر على أعدائه، وأخبره بسقوط أمرهم وانقطاع دينهم، أو عقبهم، فكان المخبر على ما أخبر به هذا، وفي هذه السورة الوجيزة من تشاكل المقاطع للفواصل، وسهولة مخارج الحروف بحسن التأليف والتقابل لكل من معانيها بما هو أولى به ما لا يخفى على من عرف مجاري كلام العرب (2).
1 - أمالي الصدوق: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي أنه سمع أبا جعفر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحل لي المغنم، ونصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلام، وأعطيت الشفاعة (3).
بيان: قوله صلى الله عليه وآله: مسجدا، أي مصلى بخلاف الأمم السابقة فإنهم كانوا لا يجوز لهم الصلاة اختيارا إلا في بيعهم وكنائسهم، أو ما يصح السجود عليه، والأول أشهر " وطهورا " أي ما يتطهر به من الاحداث بالتيمم، ومن الأخباث لبعض الأشياء كباطن القدم والخف، ومخرج النجو في الاستنجاء بالأحجار والمدر، والمغنم بالفتح: ما يصاب

(١) تحدى الرجل: باراه وغالبه. والمبارات: المسابقة. والنبي صلى الله عليه وآله دعاهم إلى الاتيان بمثل القرآن، وأخبرهم بأنهم لم يمكنهم ذلك.
(2) مجمع البيان 10: 549 و 550.
(3) أمالي الصدوق: 130.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402