بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٨
وفي قوله تعالى: " إلا كافة للناس " أي عامة للناس كلهم: العرب والعجم وسائر الأمم، ويؤيده الحديث المروي عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله: أعطيت خمسا ولا أقول فخرا: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأحل لي المغنم، ولم يحل لاحد قبلي، ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي يوم القيامة.
وقيل: معناه جامعا للناس بالانذار والدعوة، وقيل: كافا للناس، أي مانعا لهم عما هم عليه من الكفر والمعاصي بالوعد والوعيد، والهاء للمبالغة (1).
وفي قوله تعالى: " بالهدى ": أي بالدليل الواضح: أو بالقرآن " ودين الحق " أي الاسلام " ليظهره على الدين كله " أي ليظهر دين الاسلام بالحجج والبراهين على جميع الأديان، وقيل: بالغلبة والقهر والانتشار في البلدان، وقيل: إن تمام ذلك عند خروج المهدي عليه السلام، فلا يبقى في الأرض دين سوى دين الاسلام (2).
وفي قوله تعالى: " والنجم إذا هوى " فيه أقوال:
أحدها: أن الله أقسم بالقرآن إذا انزل نجوم متفرقة على رسول الله صلى الله عليه وآله في ثلاث وعشرين سنة، فسمي القرآن نجما لتفرقه في النزول (3).
وثانيها: أنه أراد به الثريا، أقسم بها إذا سقطت وغابت مع الفجر، والعرب تطلق اسم النجم على الثريا خاصة.
وثالثها: أن المراد به جماعة النجوم إذا هوت، أي سقطت وغابت وخفيت عن الحس، وأراد به الجنس.
ورابعها: أنه يعني به الرجوم من النجوم، وهو ما يرمى به الشياطين عند استراق السمع، وروت العامة عن جعفر الصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله (4) نزل من السماء

(1) مجمع البيان 8: 391.
(2) مجمع البيان 9: 127.
(3) في المصدر: والعرب تسمى التفريق تنجيما، والمفرق منجما.
(4) هكذا في المصدر، وفيه سقط، وفي المصدر: أنه قال: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402