بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٩
السابعة ليلة المعراج، ولما نزلت السورة أخبر بذلك عتبة بن أبي لهب، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه، وقال: كفرت بالنجم وبرب النجم، فدعا صلى الله عليه وآله عليه وقال: " اللهم سلط عليه كلبا من كلابك " فخرج عتبة إلى الشام فنزل.
في بعض الطريق، وألقى الله عليه الرعب، فقال لأصحابه: أنيموني بينكم (1)، ففعلوا فجاء أسد فافترسه من بين الناس.
" ما ضل صاحبكم وما غوى " يعني النبي صلى الله عليه وآله، أي ما عدل عن الحق وما فارق الهدى، وما غوى فيما يؤديه إليكم، ومعنى غوى ضل، وإنما أعاده تأكيدا، وقيل: معناه ما خاب عن إصابة الرشد، وقيل: ما خاب سعيه بل ينال ثواب الله وكرامته " وما ينطق عن الهوى " أي وليس ينطق بالهوى وميل الطبع " إن هو إلا وحي يوحى " أي ما القرآن وما ينطق به من الاحكام إلا وحي من الله يوحى إليه، أي يأتيه به جبرئيل وهو قوله: " علمه شديد القوى " يعني جبرئيل، أي القوي في نفسه وخلقته " ذو مرة " أي ذو قوة وشدة في خلقه عن الكلبي، قال: ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود فرفعها إلى السماء، ثم قلبها، ومن شدته صيحته لقوم ثمود حتى هلكوا، وقيل: معناه ذو صحة وخلق حسن، وقيل: شديد القوى في ذات الله، ذو مرة، أي صحة من الجسم، سليم من الآفات والعيوب، وقيل: ذو مرة، أي ذو مرور في الهواء، ذهابا (2) وجائيا ونازلا وصاعدا " فاستوى " جبرئيل عليه السلام على صورته التي خلق عليها بعد انحداره إلى محمد صلى الله عليه وآله (3).
وفي قوله تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " أي ما أعطاكم الرسول من الفئ فخذوه وارضوا به، وما أمركم به فافعلوه، وما نهاكم عنه فانتهوا، فإنه لا يأمر ولا ينهى إلا عن أمر الله، وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله نبيا من الأنبياء شيئا إلا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله، قال لسليمان عليه السلام: " فامنن

(1) في المصدر: أنيموني بينكم ليلا.
(2) هكذا في نسخة المصنف، والصحيح كما في الطبعة الحروفية والمصدر: ذاهبا.
(3) مجمع البيان 9: 172 و 173.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402